الإسناد العلمي
الإسناد العلمي ونقصد به هنا تلقي العلوم عن العلماء بالسند المتصل
وهو من أهم خصائص الأمة المحمدية ليس لغيرها من الأمم، والتثبت في الإسناد مطلب شرعي، فعن ابن سيرين رحمه الله قال: "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم" -شرح مسلم للنووي 84/1، وقال ابن المبارك رحمه الله: "مثل الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد كمثل الذي يرتقي السطح بلا سلم" -أخرجه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (ص/42)
فوثقت الأمة علومها ونقولها فكان المعتمد في طلب العلم الأخذ من الصدور لا من السطور، حتى ينتقل حال العالم قبل قاله فكان للتعليم أبلغ الأثر في تخريج العلماء المصلحين في كل عصر.
فكتاب الله عز وجل نقل إلينا بأعلى معايير التوثيق والدقة في النقل، فنقله جمع عن جمع يستحيل تواطؤهم على الكذب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك اعتنى المحدثون بنقل السنة النبوية وآثار الصحابة رضي الله عنهم وجعلوا لها معيارًا ومنهجًا يميز صحيحها من سقيمها، وكذا اعتنى الفقهاء بنقل فقه الأئمة المجتهدين وتوثيقه ونقل أدلتهم وهذا كله من حفظ الله لهذا الدين القويم معجزة خالدة وحجة باقية إلى قيام الساعة.
ومن هذا المنطلق وإيمانًا من إدارة الجامعة بأهمية الإسناد العلمي والتلقي الحي عن العلماء المتقنين قررت فتح غرف علمية في صفوفها الافتراضية وتسخير هذه التكنولوجيا الحديثة في خدمة نشر العلم، لتجمع العلماء المسندين في كل فن على قدر المستطاع مع طلبة العلم للتلقي عنهم وأخذ الإجازة منهم ونسأل الله لنا ولهم التوفيق والسداد وأن يجعل عملنا خالصًا لوجهه الكريم.
كتبه: د.عمار العصير
سجل الدورات الشرعية
الدخول للدورات الشرعية
التسجيل في الدورات الشرعية